هو العلّامة القاضي المؤرخ الشيخ محمد بن عبدالله بن الشيخ عبدالمحسن بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالقادر، ولد في ربيع الأول سنة 1312 هـ وشب وترعرع في بيت علم وأدب، فحفظ القرآن الكريم و هو ابن احدى عشرة سنة، و جوّد قراءته على يد الشيخ عبدالرحمن بن صالح آل عبدالقادر.
طلب العلم على يد جماعة من العلماء و الفقهاء، منهم:
الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل كثير
الشيخ عبداللطيف بن محمد آل عفالق
الشيخ أحمد بن عبدالوهاب آل غنام
الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل موسى
وفي علم أنساب القبائل لا ترى مثيــــلاً في علمـــــه أم مدانيــا
و توجد بعض الوثائق القديمة المخطوطة تُشير إلى استناد أعيان الأحساء و علمائها إلى
شهاداته فيما يُختلف فيه من الأنساب.
كان للشيخ –رحمه الله- عناية خاصة بالأدب و النهضة العلمية في بلاد الأحساء، و له
قصيدة امتدح بها المجلّات و الصحف الجادة، منها:
رأيت تباشير النـجـاح تلوحُ
على صحفِ تغدو لـنـا وتـروحُ
تحبّرها أقلام نـاشـئة لــنا
لـها هـمة فـي فنها وطـموحُ
تنير لطلاب العلوم سبيلها
يضوع بها نشر الهدى ويفوحُ
وله مساجلات شعرية مع كثير من أدباء و شعراء عصره مثل الشيخ عبدالرحمن الكويتي، و
الشيخ حمد الحقيل، و الشاعر السيد عبدالله آل هاشم، و الشاعر عبدالعزيز بن
عبداللطيف آل مبارك، و الشاعر الأحسائي صالح الخليفة، كما كانت تربطه علاقات أدبية
بالشيخ علي آل ثاني حاكم قطر، و الأديب أحمد بن راشد آل مبارك.
كان يذهب إلى الجامع مشياً ليصلي في الناس الفجر، ثم يحدث ويلقي الدروس إلى الضحى، ثم يذهب إلى المحكمة ليقضي بين الناس إلى صلاة الظهر، ثم يرجع إلى بيته بعد الصلاة ويفتح باب مجلسه للغداء، فيأتي من يأتي من الناس. وعندما كبر في السن أصبح يصلي في مسجد السنيدي القريب من بيته. ومما يُذكر عنه أنه لم يُؤثر عنه أن أكل وجبة غداءٍ لوحده. وكان بعد صلاة العصر إما يذهب ويجالس العلماء في المبرز أو الهفوف، أو يذهب إلى مزرعته؛ ليستقبل العلماء والمشايخ والأمراء إلى صلاة المغرب، و بعد المغرب يرجع إلى مجلسه فيستقبل الناس إلى صلاة العشاء، ثم يُسَخر بعض الوقت ليمضيه مع أسرته, ثم يذهب إلى مكتبته فيقرأ ويكتب إلى أن ينام، وكان –رحمه الله- يقوم الثلث الأخير من كلّ ليلة إلى صلاة الفجر.
ومن بعض المواقف التي تُذكر عن الشيخ خصوصاً بعد وفاته رحمه الله، أنه لمّا اُهدي إليه أمَةٌ من الشيخ محمد الحبيل أمير الطرف قام بعتقها, ولكنّ الأمةَ آثرت البقاء في بيت الشيخ للعيش فيه، فأبقاها الشيخ وأكرمها إلى أن توفت عام 1420 هـ رحمها الله تعالى. ويُذكر أيضاً أن بعض الرجال والنساء كانوا يتواجدون مع أطفالهم في بيت الشيخ طوال النهار؛ لمراجعة ومتابعة قضاياهم، فكان الشيخ يُبقيهم في بيته؛ و كان يكرمهم ويطعمهم مثلما يطعم أهله حتى يقضوا حاجاتهم.
توفي الشيخ –رحمه الله- في ربيع أول من عام 1391 هـ ، ورثاه عدد من المشايخ منهم الشيخ عبدالرحمن بن حسين التكريت الكويتي بقصيدة من واحد وستين بيتاً، مطلعها:
لبيك فتى الأحساء من كان باكيا نجوم الهدى والمكرمات العواليا
وفي ختام ترجمة الشيخ الموجزة، نذكر أشهر من تتلمذ على يده
وهم:
الأديب عبد الله بن حسين آل عبدالقادر
الشيخ القاضي علي بن عبد الله آل خطيب
الشيخ علي بن محمد الكرود
الشيخ القاضي أحمد عبداللطيف اليحيى